Sharing is caring!
هو مثل عربي شائع ويعني: لا دخل لي بهذا الأمر
وأصل المثل “لا ناقة لي فيها ولا جمل” بحسب “الأغاني” للأصفهاني هو الحارث بن عباد أحد حكماء العرب قبل الإسلام، والذي رفض مساعدة بني شيبان عندما لجأوا إليه لدرايتهم بخبرته في إدارة الحروب وبخاصة حرب البسوس التي استمرت 40 عامًا ضد قبيلة بني تغلب وكانت مضرب المثل في الشؤم بين العرب.
ولقد نزلت يوماً امرأة تسمى البسوس بنت منقذ التميمية بناقتها في ضيافة ابن أختها جساس بن مروة الشيباني، وكان من سادة قومه. وبعد عدة أيام من إقامة البسوس دخلت ناقتها في إبل كُليب بن وائل فرماها بسهم فقتلها.
وكُليب بن وائل كان سيد قومه في الجاهلية وكان متجبراً قاسياً، ولما علم جساس بما صنع كُليب ثار جساس لقتل ناقة امرأة نزلت في حماه، فتربص لكُليب وقتله، فثارت الحرب بين قوم كُليب وقوم جساس.
وهنا رفض الحارث بن عباد مساعدة قومه في الحرب، حيث لم يعجبه أن يُقتل كُليب وهو سيد قومه في ناقة.
فأصبح المثل يُضرب في براءة الإنسان من تهمه لا شأن له بها، أو دُعيَّ إلى عمل لا يجني من ورائه نفعاً.
وحسبما يشير البروفيسور فاروق مواسي بمجلة “ديوان العرب” الإليكترونية؛ فقد ذكر الشعراء المثل في شعرهم ومن ذلك:
الشريف الرضيّ:
أرى نهابًا تُساق حافلةً
لا ناقةٌ لي بها ولا جملُ
الشهاب أبو الثناء محمود:
أين الذي بِرّه الآلاف يتبعها
كرائم الخيلِ ممن برُّه الإبِلُ
لو مُثّل الجود سَرْحًا قال حاتمُهم
لا ناقةٌ ليَ في هذا ولا جملُ
والراعي النميري من شعراء العصر الأموي يقول:
وما هجرتك حتى قلت معلنة
لا ناقة لي في هذا ولا جمل